منتديات الجماهير العربيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الجماهير العربيه

منتدى ترفيهى.اخبار.طب.تحميل العاب.افلام.برامج.اشهارمنتديات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا وسهلا بكم فى منتديات (الجماهير العربيه)

 

  القدر والقضاء:المعصية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mounir-esserti
مشرف عام
مشرف عام
mounir-esserti


من اين عرفت هذا المنتدى : نفسي
عدد المساهمات : 362
نقاط : 10297
التقيم : 2
تاريخ التسجيل : 17/08/2011
العمر : 27

  القدر والقضاء:المعصية	 Empty
مُساهمةموضوع: القدر والقضاء:المعصية      القدر والقضاء:المعصية	 I_icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 11:41 am


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

المعصيةُ

المعصيةُ من العبد، وهو مسؤول، ومُعاقَبٌ عليها؛ لأنه حُرُّ التصرُّف، وقد فعلها راضياً بها، ساعياً لها، مختارًا، ولا مُكْرَهاً، ولكنه لم يَفْعَلْها قسراً عن إرادة الله، إذ لا يجري في الكون شيءٌ إلا بإذن الله وإرادته. وقد رأينا أنَّ اللهَ يريدُ المعصية، ولكنه لا يرضى بها، وشرحنا ذلك في حينه.
وقد قال بعضُ العلماء: نحن نؤمنُ بالقدر والقضاء، ونحتجُّ بهما في المصائب لا في المعاصي والمعائب. فاحتجاجُ العاصي بالقضا تبجُّح لا يُرتضى.
والله تعالى قد خَلَقَ في العبد طاقةً على الحركة، والقول، والعمل، وأمره أن يستخدمَها في الخير، والحق، والإيمان، والفضائل، لا في الشرّ، والباطل، والكفر، والرذائل. وطالبه بإصلاح نفسه، وحذَّره من فسادها، ووعده إن هو امتثل واستجاب أن يفلح، وأوعده إن هو عصى، وأعرض عن الله، أن يخيب ويندم. قال تعالى:

قال تعالى(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس: 9-10]
وأصابَ الحكمةَ، وكان على سداد ورشاد، مَن قال: «تُنسب الأعمالُ إلى الله خَلْقاً وإيجاداً، وإلى العبد كسباً وإرادة».
ففي اليد طاقةٌ يمكن أن تُستخدم لخير أو شر، والخير مفروضٌ والشر حرام ومرفوض، وفي العين طاقةٌ يمكن أن تُفتح لحلال أو حرام، والحلال مفروض، والحلال ممنوع ومرفوض. وفي الحديد يمكن أن تُستخدم للجهاد، والدفاع، وردّ الظلم والعدوان، وفي سبيل إعلاء كلمة الله، وحماية المؤمن أن يفتن في دينه، أو يُساء إلى حقوقه ومقدّساته، وذلك مطلوب ومفروض، ويمكن أن تُستخدم للجريمة، والظلم، وإقامة صروح الطغيان والفساد، وذلك حرام ومرفوض:
قال تعالى(وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25]
والكتاب السماوي الوحيدُ الذي اهتمَّ بالحديد هو القرآنُ الكريم، فقد أفرد الله تعالى له سورة كاملة، هي سورة الحديد. وإن تعجبْ فعجب أن أمةَ القرآن، أمة سورة الحديد، هم أضعف الناس وأقلّهم خبرةً في مجال صناعة الحديد؛ الذي يُعتبر أهم المعادن في مضمار الحضارة، وساحة الحروب والجهاد!.
إنَّ حبذَ الدنيا، وكراهية الموت، جعلتهم على كثرتهم غثاءً كغثاء السيل، وقذفت في قلوبهم الوهن فتجرأ عليهم عدوهم.
ولقد كان مِن كَذِب الكفار، وسخفهم، أنهم ادّعوا أنَّ الله أرغمهم وآباءهم على الشرك، تهرُّباً من المسؤولية، وإصراراً على الباطل والكفر، فردذ اللهُ عليهم ردًّا مفحماً في سورة الأنعام [148]:
قال تعالى(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ)

فهم كاذبون فيما ادّعوا، وما كفروا إلا باختيارهم. وقد رأينا أنَّ الإنسان حرُّ التصرف، مسؤول. ولذا جاءت الآية [149] من سورة الأنعام نفسها تتابع المعنى، وتقرّر حرّيةَ التصرُّف عند الإنسان، وأنَّ لله الحجة البالغة، إذ لم يُكره أحداً:
قال تعالى(قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) [الأنعام: 149]
أي: لو شاء إكراهكم على شيء لأكرهكم على الهدى، ولكنه منحكم حريةَ التصرُّف؛ لتحقيق سعادتكم في الدنيا والآخرة، إذ لا سعادة بدون حرية، فله عليكم الحجّةُ القاطعةُ البالغةُ، ولا دليلَ ولا حجةَ لكم فيما أقدمتم عليه من كفر، أو تحريم مُباح، أو تحليل حرام؛ إنما تتّبعون أهواءكم. وفي سورة الأعراف [28 - 29] ردّ مُفحم آخر للمشركين، الذين ادعوا كذباً وزوراً: أن الله أمرهم بما يقومون به من سوء، وفحشاء، وظلم:
قال تعالى(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) [الأعراف: 28-29]
والآية [30] بعد ذلك بيَّنتِ السببَ في ضلالهم، وكفرهم، وهو أنهم اتخذوا الشَّياطين، شياطين الإِنس والجن، أولياء لهم من دُون الله، وظنُّوا أنَّهم على صواب في ذلك:
قال تعالى(فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأعراف: 30]
فالناسُ فريقان، فريق اهتدى بهدى الله تعالى، وبابه مفتوح لكل من أراد وأقبل مخلصاً. وفريق ضلَّ مختارًا، فظهرت به وعليه آثارُ الضلالة من ندم، وخسارة؛ لأنّهم اتخذوا الشياطين أولياء... وجملة:
قال تعالى(إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)

جملة استئنافية تعليلية، بيّنت سببَ ضلالهم وخسارتهم، وأَنَّ ذلك باختيارهم، لا بأمر من الله؛ لأن اللهَ لا يأمر بالفحشاء، بل بالحق، والعدل، والفضيلة.
والصَّحابةُ الكرام – رضي الله عنهم – قد عاشوا فترةَ الوحي وسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل شيء أشكلَ عليهم. وفي تاريخهم المشرق ما يدلُّ على فَهْم عميق للقضاء والقدر، فعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وهو الشديدُ في الحق، أُتي بسارق توفرت فيه شروطُ قطع اليد، فأمر عمر بقطع يده، فاستعطفه مُدَّعياً أنه لم يسرقْ قبلها قط، وأنه تاب، ولن يعود لمثلها أبداً، وأُقيم عليه الحد، فلحق به سيدنا علي – كرَّم الله وجهه – وقال له: إنَّ الذي أعرفه من عدالة الله ورحمته أنه لا يأخذ العبدَ من أوَّل ذنبٍ، فأسألك بالله أن تصدقني، فأجابه: لقد سرقت قبل هذه عشرين مرة أو أكثر، فلم أَرْعَوِ، ولم أزدجر حتى وقعتُ فيما أستحق من عقاب.
ألا ما أعدل الله في حكمه وخلقه! وما أجهل الإنسانَ وما أظلمه!:
قال تعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34]
وسيدنا علي – رضي الله عنه – أُتي بسارق فسأله: لِمَ سرقتَ؟ ظانًّا أن له عذراً يخفّف عنه. فأجاب السَّارق: قضاءً وقدراً. فظهر الغضبُ على وجه أمير المؤمنين علي – كرم الله وجهه – وقال: «اقطعوا يدَه لأنه سرق، واجلدوه ثمانين جلدةً لأنه افترى على الله الكذب، فالقضاء والقدر لا يسلبان من العبد الاختيار، ولا يوقعانه في حيّز الاضطرار».
وفي هذه القصة تأكيدٌ على حرية الإنسان في التصرف، وأنه مسؤولٌ عن قوله وعمله.
ولعلَّ من الجميل هنا أن نذكرَ قولَ سيدنا علي – رضي الله عنه – أيضاً: «من اتَّهم مسلماً بفاحشة – أي: قذفه بها – أقمتُ عليه حدَّ القذف ثمانين جلدة إن لم يأت ببيّنة، فإن اتهم رسولاً أو نبياً جلدتُه مئة وستين جلدة» أي: ضاعفت له العقوبة؛ لأن الرسلَ والأنبياء قدوة معصومون، وفي الطعن بهم كذبٌ، وافتراء، وتضليل للناس، وإفساد للأمة.
ففي سورة ص الآية [82 و 83] على لسان إبليس:
قال تعالى(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [ص: 82-83]
والرسل والأنبياء هم أول العباد المخلَصين.
وفي سورة يوسف [24]:
قال تعالى(كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)

فالشيطانُ يقرُّ أن لا سلطانَ له على أهل التقوى، والإيمان، والإخلاص ولاسيما الرسل والأنبياء. وصدق الله العظيم:
قال تعالى(إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل: 99]
ولقد حرَّف اليهودُ التوراةَ، واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، واتَّهموا الأنبياءَ والرسل، بما لا يليقُ بهم خُلقاً، وعقلاً، وافتروا على الله الكذبَ، ودسّوا من الإسرائيليات المضلّلة المنحرفة الكثير؛ مما ينبغي التنبه له، ورفضه، وشجبه، وإنكاره، حيث قرأته، أو سمعته أو وجدته، حِرْصاً على الحقيقة، وحفاظاً على أخلاف الأفراد والأمم.
ولو رجعتَ إلى الأصول والنصوص الصحيحة لرأيتَ عصمة الرسل والأنبياء حقاً لا ريب فيه، فهم:
قال تعالى(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) [الأحزاب:
39]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القدر والقضاء:المعصية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجماهير العربيه :: المنتديات العامه :: القسم الاسلامى-
انتقل الى: