منتديات الجماهير العربيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الجماهير العربيه

منتدى ترفيهى.اخبار.طب.تحميل العاب.افلام.برامج.اشهارمنتديات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا وسهلا بكم فى منتديات (الجماهير العربيه)

 

  قواعد و مسائل فى أسباب النزول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mounir-esserti
مشرف عام
مشرف عام
mounir-esserti


من اين عرفت هذا المنتدى : نفسي
عدد المساهمات : 362
نقاط : 10337
التقيم : 2
تاريخ التسجيل : 17/08/2011
العمر : 27

 قواعد و مسائل فى أسباب النزول  Empty
مُساهمةموضوع: قواعد و مسائل فى أسباب النزول     قواعد و مسائل فى أسباب النزول  I_icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 5:46 pm

 قواعد و مسائل فى أسباب النزول  Alfaris_net_1309371260
اليوم - أيها الأحبة- سناخذ قواعد ومسائل مهمة جداً متصلة بموضوع أسباب النزول ونسأل الله - سبحانه وتعالى- الإعانة والتوفيق.

القاعدة المهمة العظيمة في هذا الباب والتي ينبغي ألا تغيب عن ذهن طالب العلم وهي قاعدة [العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب] هذه القاعدة ينبغي على كل طالب أن يفهمها حتى يطبق عليها ما يقرؤه من أسباب النزول ويفهم الآيات على ضوء هذه القاعدة كيف ذلك؟

اللفظ - أيها الأحبة- في القرآن يأتي بصيغة عامة في كثير من المواضع بخلاف السبب فإنه يأتي على نحو خاص وقضية معينة وسؤال محدد، وتأتي ألفاظ الآية عامة فأيهما نعمل به خصوص السبب أو عموم اللفظ؟

الذي عليه جماهير أهل العلم: أن العمل بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ويكون السبب هو أول ما يدخل في ذلك اللفظ لكن لا يجوز أبداً أن يقصر اللفظ على ذلك السبب الذي نزلت فيه الآية بحيث لا يتعداه إلى أحد سواه وإلا لما انتفعنا بالقرآن الكريم في كل الآيات التي وردت على أسباب معينة بمعنى: أن هناك آيات وردت على أسباب معينة لو أننا حملناها على من نزلت فيهم دون غيرهم ولم يدخل فيها أحد سواهم لما استفدنا من هذه الآيات ولما انتفعنا بها إذن: فالمعمول به والمعتبر عند جماهير أهل العلم سلفاً وخلفاً: أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. مثال ذلك: آية اللعان قول الله - سبحانه وتعالى- في سورة النور ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) ﴾[النور: 6] إلى آخر الآيات التي وردت في صفة اللعان، هذه الآيات وردت على صفة خاص وهو سؤال عويمر العجلاني أو هلال بن أمية - كما سيأتي تفصيله بعد قليل- ثم نزلت الآية على هذا السبب الخاص فهل نأخذ بعموم اللفظ الذي يقول الله فيه ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ﴾، ولم يحدد شخصاً بعينه ولم يذكر زمناً محدداً أو مكاناً معيناً أو طائفة أو غير ذلك بل جاءت الآية بألفاظ عامة تشمل أصحاب القضية وغيرهم ممن كان على شاكلتهم واتصف بمثل ما اتصفوا به؟!! فنقول: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

ومثل ذلك أيضاً: آية الظهار التي نزلت بها الآيات في أول سورة المجادلة عندما قال الله تعالى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ﴾[ المجادلة: 1]، فهذه الآيات نزلت لمعالجة قضية خاصة وهي قضية خولة بنت ثعلبة -رضي الله عنها- عندما ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت فهل نقول: إن هذه الآيات نزلت في أوس ولا تتعداه لأحد سواه هذا قول لا يقول به أحد من أهل العلم- كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية- ويكون العبرة في هذا الموطن وفي غيره بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، لكن السبب التي وردت فيه هو أولى ما يدخل في عموم اللفظ بمعنى: أنه لا يجوز لأحد أن يخرج صورة السبب من عموم ذلك اللفظ، كائناً من كان لأن الآية وردت أصلاً وردت فيه ولم ترد في غيره فيجب ألا يخرج بأي حال من الأحوال، هذا بيان لهذه القاعدة العظيمة التي يجب أن تقع في بال طالب العلم وتكون على ذكر منه عندما يقرأ في أسباب النزول، وهذا يشمل: الأوامر والنواهي ويشمل حتى الأخبار بالمدح أو بالذم إذا مدح الله قوماً أو ذم قوماً في القرآن الكريم ونزلت آيات بسبب ذلك فإن هذه الآيات لا تقتصر عليهم، بل هي فيهم قطعاً وفي غيرهم ممن كان على شاكلتهم كذلك، مثل ما ورد في مدح أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في خاتمة سور الأعلى حيث قال الله - سبحانه وتعالى-: ﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى (14) لاَ يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17)الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى(19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20)وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) ﴾[الليل: 14: 21] هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وهي كذلك عند عامة المفسرين لكن هل لا يدخل فيها أحد غير أبي بكر؟ نقول: من اتصف بهذه الصفات التي وردت في هذا الآيات واكتملت فيه فله ما فيها من مدح وجزاء وثواب.

ننتقل بعد ذلك - أيها الأحبة- إلى قضية أخرى من قضايا أسباب النزول وهي مهمة جداً لطالب العلم الباحث فيه فإن المتأمل في أسباب النزول يجد - أيها الأحبة- أن الآية الواحدة يرد فيها أكثر من سبب في كتب أسباب النزول وفي كتب تفسير القرآن الكريم فكيف يعمل القاريء عندما يرى مثل هذا الأسباب؟ هل يأخذها جميعاً أو يدعها جميعاً أو يتخير منها بهواه؟ نقول: لا.. قد وضع أهل العلم قواعد لمعرفة ما يؤخذ في هذا الشأن ويقبل وما يرد فنقول: في هذا الخصوص إذا تعددت المرويات في سبب النزول قدم الصحيح الصريح فإن تساويا وتقارب الزمان حمل على الجميع وإن تباعدا حكم بتكرار النزول أو الترجيح. هذا كلام مليء بالأنواع والأمثلة وسنفصله - إن شاء الله- تفصيلاً نرجوا أن يكون واضحاً لدى إخواننا جميعاً.

نقول: إذا تعددت المرويات في سبب النزول إذن: القضية التي سنتحدث عنها:

عندما تتعدد المرويات في سبب النزول أما إذا لم تتعدد فلا إشكال.

قال: قدم الصحيح الصريح إذن: عندنا مأخذان يجب أن ننتبه لهما: عندما ننظر إلى هذه المرويات ننظر إلى الصحة وننظر إلى الصراحة فأول شيء نقدمه ما كان صحيحاً صريحاً ما كان صحيحاً في سنده صريحاً في ذكر السببية بحيث صرح الصحابي فيه بقوله: سبب نزول هذه الآية كذا أو ذكر مادة النزول بعد فاء تعقيبية بعد أن ذكر حادثة أو سؤالاً فهذه صراحة في السببية فنقول: إذا جاءنا الصحيح الصريح قدمناه.

إذا جاءنا صحيح وغير صحيح لا شك أننا سنقدم الصحيح.

إذا جاءنا صحيح غير صريح وجاءنا أيضاً صحيح أيضاً غير صريح فإننا في هذه الحالة نقبل الجميع لأن غير الصريح كما ذكرنا قبل في الدرس الماضي قلنا: يحمل على التفسير ويحمل على أن الصحابي ذكر شيئاً مما يفهمه في معنى الآية.

وإذا جاءنا صريح في السببية لكنه ضعيف رددناه وقدمنا عليه ما كان صريحاً في السببية.

والآن ننتقل - أيها الأحبة- إلى ذكر هذه التقاسيم وذكر الأمثلة التي تدل عليها:

الأول: مثال ما كان فيه صحيح وغير صحيح والكل صريح فهنا نأخذ الصحيح وندع غير الصحيح وردت آسباب نزول لآية أو سورة بعضها صحيح وبعضها غير صحيح وكلها صريحة ففي هذه الحالة نأخذ الصحيح وندع غير الصحيح مثاله: سورة الضحى: سورة الضحى - أيها الأحبة- وردت لها في كتب التفسير أكثر من خمسة أسباب أشهرها سببان: السبب الأول: رواه البخاري ومسلم (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اشتكى فلم يقم ليلتين أو ثلاثة فقالت امرأة من قريش: إني أرى شيطانك قد قلاك لم يقربك منذ ليلتين ِأو ثلاثة فأنزل الله - سبحانه وتعالى- قوله ﴿ وَالضُّحَى (1)وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) ﴾[الضحى: 1: 3]) هذا حديث صحيح وهو في الوقت ذاته صريح في ذكر السببية؛ لأن مادة النزول جاءت مقترنة بالفاء بعد ذكر حادثة.

السبب الثاني: الوارد في هذا وهو سبب صريح، لكنه غير صحيح وهو سبب مشهور في كتب التفسير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ينزل عليه الوحي، بقي أربعة أيام لم ينزل عليه الوحي وهذا الحديث حدث به حفصة بن ميسرة عن أمه عن أمتها يقال لها: خولة وكانت خادمة النبي -صلى الله عليه وسلم- (فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لها: يا خولة ما لي أرى جبريل لم ينزل على منذ أربعة ليال!! قالت: فوقع في نفسي أن أنظف بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رفعت جانب السرير وجدت جرو كلب قد مات فأخرجته قالت: فجاء رسول الله ترعد لحيته وكان - عليه الصلاة والسلام- إذا نزل عليه الوحي أصابته رعدة) فهذا السبب مذكور في كتب التفسير، لكنه ضعيف الإسناد، ضعفه الحافظ ابن حجر والسيوطي وغيرهم من أئمة الإسناد. الآن عندنا سببان صريحان: الأول صحيح والثاني ضعيف فأيهما نعمل به؟ نعمل بالصحيح وندع الضعيف من السببين.

الثاني: مثال الروايات الصحيحة وفيها الصريح وغيره فهنا نأخذ الصريح وندع غير الصريح كيف ذلك؟ قد ترد روايات كلها صحيحة، لكن بعضها صريح في السببية وبعضها غير صريح في السببية فأيها الذي يعمل به؟ لا شك أن الذي يعمل به في هذا الموطن هو الصريح دون غير الصريح مثال ذلك: قول الله - سبحانه وتعالى- ﴿ وَلِلَّهِ المَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾[البقرة: 115] هذه الآية ذكر المفسرون لها خمسة أسباب، الصحيح منها ثلاثة والصريح من هذه الثلاثة اثنان إذن: دعونا ننظر، ذكر المفسرون لهذه الآية خمسة أسباب اثنان ضعيفان وثلاثة صحيحة، هذه الصحيحة اثنان صريحان وواحد غير صريح ما هي هذه الأسباب؟

السبب الأول: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما هاجر إلى المدينة كان يستقبل بيت المقدس وكان اليهود يعجبهم ذلك؛ لأنه يوافقهم في قبلتهم وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه أن يستقبل الكعبة، البيت الذي بناه إبراهيم - عليه الصلاة والسلام- وكان ينظر إلى السماء فأنزل الله - سبحانه وتعالى- ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ ﴾[البقرة: 114] فاستقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- الكعبة فقال اليهود: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾[البقرة: من الآية142] ما الذي جعلهم يتركون القبلة التي كانوا عليها؟ فأنزل الله - سبحانه وتعالى- قوله ﴿ وَلِلَّهِ المَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾) هذا حديث ثابت عن ابن عباس -رضي الله عنهما- من رواية على بن أبي طلحة وهذا إسناد صحيح إليه.

الثاني: من الأسباب الصحيحة الصريحة حديث عامر بن ربيعة وهو في السنن قالSad كنا في سفر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فأصابتنا ظلمة شديدة فلم ندر أين القبلة، فصلى كل واحد إلى جهة قال: فلما أصبحنا أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله - سبحانه وتعالى- ﴿ وَلِلَّهِ المَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾) إذن: هذا سبب صحيح وأيضاً صريح ومثله السبب السابق صحيح وصريح.

السبب الثالث: صحيح لكنه غير صريح وهو حديث ابن عمر قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلى حيث توجهت به راحلته وفي ذلك أنزل الله قوله: ﴿ وَلِلَّهِ المَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾، اللفظ هنا - أيها الإخوة- هل صريح أوغير صريح؟ غير صريح؛ لأننا بيَّنا في ألفاظ أسباب النزول أن قول الصحابي: نزلت الآية في كذا أو في هذا نزلت الآية أنه يحمل على أن ذلك داخل في حكم الآية وليس سبباً لنزول الآية إذن: معنى هذا أن هذا السبب- وهو في صحيح مسلم- صحيح في الإسناد، غير صريح في السببية فأي هذه الأسباب الآن نجعلها سبباً للنزول؟ الذي نجعله سبباً للنزول حديث ابن عباس في تحويل القبلة وحديث عامر بن ربيعة في صلاة الصحابة إلى جهات مختلفة عندما كانوا في ظلمة شديدة هذان هما سبب نزول الآية، أما حديث ابن عمر فيحمل على ماذا؟ يحمل على أنه فهمٌ أو حكمٌ يؤخذ من الآية وهو أن المسافر يجوز له أن يصلى النافلة على راحلته حيث توجهت به. هذا مثال.

والمثال الآخر: وقد قدمناه في الدرس الماضي وقد ذكره أحد الإخوة قبل قليل في الإجابة قول الله - سبحانه وتعالى- ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ ﴾، فقد صح عن جابر أنه قالSad إن اليهود كانت تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول، فأنزل الله قوله: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ ﴾ فهذا صحيح وهو في الوقت ذاته صريح في السببية، والرواية الأخرى حديث ابن عمر أنه قالSadنزلت هذه الآية في إتيان النساء في أدبارهن) فهذا يحمل كلام ابن عمر على أن مراده أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم فنأخذ بالصريح الصحيح وندع الصحيح الذي ليس بصريح فلا نجعله سبباً في نزول الآية.

المثال الثالث: نفس هذه القاعدة ما صحت فيه الروايات وكانت صريحة وتقارب نزولها فإننا في هذه الحالة نحمل الآية أو نقول بجميع هذه الأسباب في تلك الآية ونقول: إن الآية نزلت في جميع هذه الأسباب، أن تصح الروايات في السببية وأن تكون أيضاً صريحة فيها، وهذا مثل آيات اللعان، آيات اللعان - أيها الأحبة- عويمر العجلاني سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلاًSad يا رسول الله أرأيت إن وجد أحدنا مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه أم ماذا يصنع؟ فكره النبي -صلى الله عليه وسلم- مسألته وذلك أنه أرسل سيد بني عجلان يسأل هذا السؤال فكره النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه المسألة فجاء إلى عويمر وأخبره بما كره النبي -صلى الله عليه وسلم- فذهب عويمر وسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-). في الوقت ذاته كان هلال بن أمية يسأل هذا السؤال ويقولSad يا رسول الله أرأيت إن رأى أحدنا مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه أم ماذا يصنع؟ وكان هلال بن أمية قد اتهم امرأته بشريك بن السحماء فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: البينة أو حد في ظهرك فقال هلال بن أمية: والله ليبرئنَّ الله ظهري من الحد ما أنا إلا صادق وما كذبت يا رسول الله، فأنزل الله على رسوله قوله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) ﴾[النور: 6]) إلى آخر الآيات ولذلك لما جاء عويمر قال النبي -صلى الله عليه وسلم-Sad قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك قرآناً ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) ﴾)

وكلا الروايتين صحيحة وكلاهما أيضاً صريحة فنقول: الآية نزلت في هلال بن أمية وفي عويمر العجلاني وذلك أن سبب النزول متقارب .

الأخير في هذا الباب: مثال ما صحت فيه الروايات وكانت صريحة لكن النزول كان متباعداً يعني: دلت الآثار أو دل الحال على أن هذا السبب قد نزل في وقت غير السبب الآخر وذلك في مثل قول الله - سبحانه وتعالى- ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ﴾[الإسراء: 85]، فإنه قد ورد فيه روايتان: الرواية الأولى: حديث ابن عباسSad أن قريشاً قالت لليهود: أعطونا مسألة نسأل بها هذا الرجل فقال اليهود: سلوه عن الروح فسألوه عن الروح فأنزل الله - سبحانه وتعالى- قوله ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) ﴾) فهذا وقع في مكة والسائلون هم أهل مكة سألوا اليهود أن يعطوهم سؤالاً يسألون به النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الرواية الثانية: حديث ابن مسعود وهو صحيح البخاري قال ابن مسعودSad كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- نمشي في حرف المدينة وكان متوكئاً على عصا له، فمر بنفر من يهود فقال بعضهم: سلوه. وقال بعضهم: لا تسألوه؛ لئلا تسمعوا منه ما تكرهون، فقام بعضهم فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الروح، فأطرق النبي -صلى الله عليه وسلم- كأنما يوحى إليه،أو وقد أوحي إليه ثم رفع رأسه فقال: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) ﴾) فمثل هذا - أيها الأحبة- قد وقع فيه خلاف بين أهل العلم منهم من يقول: لا بد أن نرجح، إما أن تكون الآية نزلت في الأول، وإما أن تكون الآية نزلت في الثاني. ومن أهل العلم من يقول: مادام أن الأسباب قد صحت جميعاً وتباعد النزول فإننا نقول: إن الآية نزلت مرتين. يعني تكرر نزول الآية في المرة الأولى وفي المرة الثانية وذلك تنبيهاً للعباد على أهمية الأمر وبياناً لخطورة الموضوع الذي نزلت فيه هذه الآيات وليس هناك ما يمنع من أن تنزل الآية أو السورة مرة أو مرتين أو أكثر من ذلك لحكمة يريدها الله - سبحانه وتعالى- ومثلها أيضاً قول الله - سبحانه وتعالى- ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى ﴾[التوبة: 113]، فهذه الآية ورد في نزولها سبب صحيح رواه البخاري ومسلم وهو حديث المسيب قالSad لما حضرت أبا طالب الوفاة اجتمع عليه صناديد مكة -أبو جهل وغيره- وجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: يا عمي قل كلمة واحدة أحاج لك بها عند الله، فكان المشركون يقولون: أتذر دين عبد المطلب؟ فمازالوا به حتى قال: هو على دين عبد المطلب، ثم مات، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك) فأنزل الله قوله ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيمِ (113) ﴾ هذا سبب ظاهر. والسبب الثاني: ورد عن على بن أبي طالب رواه الترمذي قالSad سمعت رجلاً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يستغفر لأبويه فقلت: أتستغفر لهما وهما مشركان؟ فقال: ألم يستغفر إبراهيم لأبيه؟ قال: فأخبرت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله قوله: ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيمِ (113) ﴾ فمثل هذا بعض العلماء يرجح ويقول: نأخذ بإحدى الروايتين، ونجعلها هي السبب. وبعض العلماء يقول: إن الآية نزلت في هذا ونزلت في هذا ولا شيء في ذلك. وهذا هو الأولى وهو: أن نقول بالجمع دون الترجيح؛ لأن في الترجيح إسقاطاً لإحدى الروايتين وإهمالاً لها واطراحاً للرواية، أما إذا جمعنا بينهما فإننا نكون قد أعملنا جميع الروايات وأخذنا بها ولم نسقط منها شيئاً. هذا هو خلاصة ما نعمله عندما تتعدد الروايات في أسباب النزول، ولعلنا نعود إليها مرة أخرى أو نعيدها مرة أخرى بشكل مختصر:

فنقول: إذا تعددت الروايات في سبب النزول فإنه يقدم الصحيح الصريح فإن تساويا وتقارب الزمان حملا على الجميع يقال: إن هذه الآية نزلت في هذا ونزلت في هذا، وإن تباعدا حكم بتكرار النزول أو بالترجيح على مذهب آخرين من أهل العلم ومثلنا على كل حالة من هذه الحالات بمثال أو أكثر ليتبين المقام. ننتقل بعد ذلك - أيها الأحبة- إلى قضية أخرى في أسباب النزول وهي تعدد الآيات النازلة لسبب واحد: هناك قضية في أسباب النزول ينبغي أن ينتبه لها طالب العلم وهي أنه أحياناً يكون هناك سبب واحد تأتي عدة آيات لأجل ذلك السبب مثاله: حديث أم سلمة -رضي الله عنها- لما قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الترمذي: (يغزو الرجال ولا نغزو وإنما لنا نصف الميراث) فأنزل الله ﴿ وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (32) ﴾[النساء: 32] فبين الله في هذه الآية: أنه لا ينبغي لأحد من الجنسين أن يتمنى ما أعطي الجنس الآخر وليسأل كل واحد منهما ربه - سبحانه وتعالى- من واسع فضله وقالت أيضاً في حديث آخر: (يا رسول الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فأنزل الله ﴿ إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ﴾[الأحزاب: 35] ) وفي رواية أخرى (فلم يرعني إلا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر يقرأ قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ ﴾، إلى آخر الآية) وأنزل ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ ﴾[آل عمران: 195]، فانظروا القضية واحدة والسبب الذي نزلت هذه الآيات لأجله واحد وهو سؤال أم سلمة في أن الرجال يذكرون ولا تذكر النساء فأنزل الله تعالى في هذا المقام ثلاث آيات تتلى في كتاب الله: الآية الأولى: قول الله - سبحانه وتعالى- ﴿ وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ﴾.

والآية الثانية: ﴿ إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ ﴾، في سورة الأحزاب. والآية الثالثة: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ ﴾، في سورة آل عمران.

إذن: هذا مفيد - أيها الأحبة- أنه يمكن أن تتعدد الآيات النازلة لسبب واحد
فقط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قواعد و مسائل فى أسباب النزول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  علم أسباب النزول نشأته وتطوره
»  أسباب الاختلاف في تعيين المكي والمدني
»  ® أسباب تفشي البطالة في الوطن العربي ©

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجماهير العربيه :: المنتديات العامه :: القسم الاسلامى-
انتقل الى: