mounir-esserti
مشرف عام
من اين عرفت هذا المنتدى : نفسي
عدد المساهمات : 362
نقاط : 10337
التقيم : 2
تاريخ التسجيل : 17/08/2011
العمر : 27
 |  موضوع: أمريكا ربما تنتظر مصيرا كمصير اليابان  الأحد أغسطس 21, 2011 1:38 pm | |
| كلايف كروك
يثير توقف التعافي الأمريكي أسئلة كبيرة ومخيفة. فعند الركود كان هذا الاقتصاد عادة يعيد الناس إلى العمل بسرعة، لكن هذا لم يحدث هذه المرة. إن التقدم بطيء والأمر ليس متى تعود أمريكا إلى التشغيل الكامل، ولكن ماذا يعني التشغيل الكامل عندما تعود إليه. تعتقد الإدارة أن خطى التعافي ستتسارع عما قريب. ففي الأسبوع الماضي وصف الرئيس باراك أوباما هذا التوقف بأنه ''مطب في الطريق''. ويعتقد آخرون أن التباطؤ سيستمر ويمكن أن يصبح أسوأ، وهي مخاوف لا يمكن نبذها. ويتمثل أحد الاحتمالات المفزعة في أن الخصائص التي كانت الولايات المتحدة تعتمد عليها لدفع النمو في الماضي - مرونة سوق العمل والنمو السريع للإنتاجية - يمكن أن يصبحا سامّين. وإذا كانت الولايات المتحدة غير محظوظة، فإن الخصائص التي تعتبر نقاط قوة هي الآن نقاط ضعف، وربما ينتظر البلاد ''عقد ضائع'' من الركود، كالعقد الذي شهدته اليابان في تسعينيات القرن الماضي. إن وجهة النظر السائدة أكثر تفاؤلاً وهي تسير على النحو التالي: كان التعافي في النصف الأول من العام ضعيفاً، لكن المسؤولية في ذلك تقع على عوامل خاصة أو مؤقتة، منها الطقس السيئ، توقيت النفقات الدفاعية، والإنهاء المرحلي للدعم المالي، والزلزال الياباني، وارتفاع أسعار النفط، والمخاوف المتعلقة بدين أوروبا وهكذا دواليك. هذه العوامل مجتمعة يمكن أن تقتطع 1.5 نقطة مئوية من النمو في النصف الأول من هذا العام، متمخضة عن نمو ضعيف بمعدل 2 في المائة - وهو نمو أبطأ من أن يحدث خرقاً في البطالة. وينبغي أن يتلاشى بعض هذه العوامل في النصف الثاني، بما يسمح لمعدل النمو بأن يتعافى إلى ما بين 3 و4 في المائة. ويمكن أن يكون ذلك مخيباً للآمال، لأنه يتطلب إصلاح كثير من الأمور - رغم أن البطالة يمكن أن تنخفض ولو ببطء. وحتى المتفائلين يعترفون بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت كي يخفض المستهلكون الدين إلى مستويات مريحة، وكي تستقر سوق الإسكان، وكي يتم تدبر الصدمات التي أعقبت الركود العظيم. لكن في النهاية، سوف يعود الاقتصاد إلى الحالة التي كان عليها ويسد الفجوة بين الناتج الفعلي والممكن. إن النمو القوي للإنتاجية الذي يعكس قدرة اقتصاد الولايات المتحدة المعروفة على خفض الوظائف بسرعة، يعتبر محورياً في كل هذا. إن الناتج الممكن ينمو حتى مع تأرجح الناتج الفعلي والبطالة. ويقر المتفائلون بأن هذا يضر الآن، لكن عندما تتحسن الأحوال سوف يعاد توظيف العمال. إن سوق العمل التي تتسم بمستوى منخفض من الاحتكاك توظف بسرعة وتفصل بسرعة، وسوف تعوض الشركات الأمريكية الفرق بسرعة عندما تسمح الظروف بذلك. وفي النهاية، الطبيعة الاستثنائية التي تتسم بها سوق العمل في الولايات المتحدة سوف تنتج وظائف جديدة وتحقق نمواً قوياً كما فعلت في الماضي. لكن هل تفعل ذلك؟ هناك أمران ربما يعملان بصورة مختلفة هذه المرة. أولاً، لأن الركود كان عميقاً بدرجة غير عادية والتعافي كان بطيئاً بدرجة غير عادية، تواجه الولايات المتحدة معدلات بطالة طويلة المدى لم تعرفها من قبل. وتراجع الإسكان وما يقترن به من وباء حق الملكية السالب يفاقمان هذا الأمر، لأنهما يجعلان من الصعب على العاطلين عن العمل أن يتحركوا لإيجاد عمل. وعدم العمل الذي يدوم مدة طويلة يتسبب في تآكل المهارات ويقلل قابلية توظيف العاطلين عن العمل. ومن المؤكد أن البطالة الهيكلية تقترب كثيراً من المستويات الأوروبية. وهذا أمر لم تعهده أمريكا من قبل. وكما أشار كاتب العمود في ''فاينانشيال تايمز''، مارتن وولف أخيرا، يمكنك بعد الركود أن تبرر الترحيب بانخفاض نمو الإنتاجية إذا أبقى عدداً أكبر من الناس في العمل. وقال إن من الأفضل أن توزع الألم من خلال العمل ساعات أقل من أن تجري تخفيضاً في الوظائف. وفي ورقة جديدة، يؤكد روبرت جوردون، من جامعة نورثويسترن، على هذه النقطة نفسها. فهو يبين أن سوق العمل الأمريكية في ربع القرن الماضي أصبحت استثنائية أكثر بشكل ملحوظ - أصبحت أكثر تنظيماً حول ''العامل الذي يمكن التخلص منه''. لقد دفع تفكير الإدارات وتراجع النقابات الاحتكاك إلى مستويات أقل دائماً، في حين أن إعانات التوظيف والتنظيم جعلا أسواق العمل الأوروبية أكثر صعوبة. إن الركود العظيم وما تسبب فيه من ارتفاع لمستويات البطالة طويلة المدى يعتبر اختباراً قاسياً لما كان في وقت من الأوقات قوة اقتصادية تتميز بها الولايات المتحدة. والخطر الثاني يعمل أيضاً من خلال الإنتاجية، لكنه ينشأ عن الدور الذي يلعبه الدين في هذه الدورة. ففي ظل ظروف كالسائدة حالياً، حيث تجد الأسر صعوبة بالغة في خفض الدين وأسعار الفائدة عند الصفر، يمكن أن تتصرف الاقتصادات بطرق غريبة. ففي ورقة قدمت في العام الماضي، لفت بول كروغمان، من برنستون وصحيفة ''نيويورك تايمز''، وجوني إجرتسون، من بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، الانتباه إلى إمكانية حدوث ''تناقض كدح'' شبيه بتناقض الاقتصاد (حيث يحاول كل واحد أن يوفر أكثر، فينكمش الاقتصاد وينكمش الادخار الكلي). إن منطق تناقض الكدح بسيط. لنفترض أن معروض العاملين ازداد، أو أن الإنتاجية ارتفعت. في البداية، تميل الأسعار إلى الانخفاض. وإذا بقيت أسعار الفائدة الاسمية ثابتة عند الصفر، يرتفع كل من سعر الفائدة الحقيقي وعبء الدين. وهذا يدفع المستهلكين المثقلين بالدين إلى خفض الإنفاق أكثر فأكثر. والطلب ليس بطيئاً تماماً كي يرد فينكمش الاقتصاد. إنه عالم غريب تعمل فيه الإنتاجية العالية على تقليل الناتج، كما أن الاستعداد للقبول بخفض الأجور يزيد البطالة سوءاً (وهو ما يدعوه كروغمان وإجرتسون '' تناقض المرونة''). إن الفكرة القائلة إن سهولة التوظيف والفصل من العمل يمكن أن يرفعا البطالة طويلة المدى بشكل دائم أقل غرابة، لكنها ليست شيئاً كان على الولايات المتحدة أن تقلق بشأنه في الماضي. إن التعافي الذي يتحسن بشكل تدريجي من شأنه أن يصحح الأمور في الاتجاه الصعودي. وستكون نقاط قوة الولايات المتحدة نقاط قوة مرة أخرى. لكن التباطؤ الذي تطول مدته مع عدم سيطرة المستهلكين على ديونهم يمكن أن يكون عامل تعزيز ذاتي. ويمكن أن يقول بعضهم إن هذا بدأ بالفعل، ومن هنا جاء التوقف. لكن المتفائلين يقولون لا، ليس بعد - ومن الأفضل لهم أن يكونوا على حق. | |
|
