خدمة المجتمع من باب التعليم

تحتل أنشطة ومشاريع «خدمة المجتمع» في المملكة مكانها اللائق بها، وتسمو إلى آفاق رحبة، وعالم فسيح من العطاء والتضحية، نستطيع من خلاله قياس مدى الحب والولاء للوطن والمجتمع والناس، وأجد سعادة غامرة عندما أستشعر المبادرة والإقبال الكبير للشركات والمؤسسات الأهلية.
ومعهم الأفراد في تقديم خدماتهم المختلفة للوطن، دون أن ينتظروا شيئاً من «شكر» أو «تقدير»، ولكن لا يمنع هذا من الإشارة إلى أن ثفافة خدمة تبدو أعم وأشمل مما تستوعبه شركات كبرى في المملكة، ودعوني أخص حديثي في أمر مهم، يحتاجه الوطن، وتتغافل عنه ـ دون قصد ـ تلك الشركات، وهو التعليم والتأهيل والتدريب للشباب السعودي، ولا أقصد بذلك، ورش العمل التي تؤهل الشباب للوظائف المختلفة، فهذا موجود ومعلن عنه، ولكن قصدت المشاركة في توفير فرص تعليمية «متكاملة» للشباب في الجامعات.

في هذا خدمة لكثير من الطلاب، الذين ينفقون اموال طائلة في الدراسة الجامعية خارج الحدود، هذه الأموال يمكن توفيرها إذا استطاعت الشركات الكبرى بما لديها من علاقات وإمكانات

تستطيع الشركات الكبيرة في المملكة، أن تقدم خدمات جليلة للمجتمع، وتستفيد هي أيضاً منها، لو استثمرت جزءاً من أموالها، في إنشاء جامعات وكليات خاصة بها، وتستقطب تلك الشركات طلاباً متفوقين في الثانوية العامة، لدراسة العلوم والمناهج التي تؤهلهم للعمل في تلك الشركات بعد التخرج، والفائدة في هذه الحالة ستعم الوطن وأفراده، وفي الوقت نفسه تشمل الشركات، التي ستجد موظفين سعوديين مؤهلين، لتولي أي مناصب فيها، وعلى قدر كبير من الكفاءة، ليس هذا فحسب، بل تستطع الشركات أن تتوسع أكثر وأكثر في كلياتها، وتفتح المجال أمام من يرغب من الطلاب في الدراسة فيها برسوم مخفضة للغاية، على ألا تشترط عليهم عدم التوظيف عقب التخرج، وفي هذا خدمة لكثير من الطلاب، الذين ينفقون اموال طائلة في الدراسة الجامعية خارج الحدود، هذه الأموال يمكن توفيرها إذا استطاعت الشركات الكبرى بما لديها من علاقات وإمكانات، استقطاب الجامعات المعروفة عالمياً، لافتتاح أفرع خاصة بها في داخل المملكة، وأن تعمل تلك الشركات على أن يكون التعليم في هذه الجامعات بأسعار في متناول الجميع، فجميل جداً أن يتلقى الطلاب العلم داخل أوطانهم، ويبقى الأجمل أن تساهم شركات الوطن في توفير هذا التعليم بأسعار معقولة في متناول الجميع، فهذه صورة رائعة من صور خدمة المجتمع التي مازلنا نفتقد

ها.

» خدمة المجتمع.. وخدمة السكن